من المعروف أنّ الإنسان يمرّ بمراحل مختلفة خلال حياته كلها، فهو يبدأ صغيراً ثم ينمو شيئاً فشيئاً حتى يصير شاباً، ويستمرّ بالنمو أكثر فأكثر إلى أن يصير مسناً طاعناً في السن. والإنسان بعد مروره بمرحلة الشباب، وبعد أن يجتاز منتصف العمر تقريباً، تبدأ وظائفه، وقدراته بالتراجع التدريجي شيئاً فشيئاً، إلى أن تتدنى إلى أدنى مستوياتها بشكل كبير جداً، وهذا التدني في القدرات الجسمانيّة والعقلية يجعل الإنسان الطاعن في السنّ بحاجة إلى عناية من نوع خاص، فهو علاوة على تدني قدراته الجسمانية يمرّ بحالة نفسية صعبة، حيث يشعر أنّه غريب في العالم الذي يعيش فيه، وأنّه موجود في زمان غير الزمان الذي كان فيه قويّاً، قادراً على فعل المعجزات. كنوع من أنواع رعاية المسنين ظهر ما يعرف بعلم الشيخوخة، أو طبّ المسنين، وهو أحد أفرع العلوم الطبيّة التي تهتمّ بكبار السن، حيث يهدف هذا العلم إلى دراسة صحة كبار السن، والعناية بهم، ومحاولة إيجاد حلول وعلاجات لمختلف الأمراض التي تصيبهم، والتي تؤثر عليهم في مرحلة الشيخوخة. وقد كان علم الشيخوخة تابعاً فيما مضى لفرع الأمراض الباطنية، إلى أنه صار علماً مستقلاً بذاته فيما بعد.